دور الإمام موسى الكاظم في مواجهة الانحراف | ||
إن السمة العامة لعصر الإمام الكاظم عليه السلام هي التلون والتنوع في ادوار ومواقف الأحداث والمعطيات الفكرية والسياسية ، حيث حفلت حياته عليه السلام بمواقف ورؤى أنتجت لنا صورة واقعية عملية عن السبل السياسية التي انتهجها الإمام عليه السلام في حركته التي أراد بها إعادة الأمة الى الطريق الصحيح والأمثل في ممارسة الدور الحضاري في الحياة والتي يمكن الاستفادة منها في واقعنا المعاصر . إن محنة الإمام عليه السلام كانت شاقة وعسيرة ، فانه بحكم دوره القيادي للأمة فانه مسؤول عن رعايتها وصيانتها وإنقاذها مما ألم بها من المحن والخطوب طيلة فترة إمامته عليه السلام البالغة (35 سنة) - 148 هجرية وحتى سنة 183 هجرية - عاصر فيها المنصور الدوانيقي مدة تسع سنوات والمهدي عشر سنين والهادي سنة واحدة وهارون - اللارشيد - خمسة عشرة سنة . وتعد السنوات التي مرت على الإمام عليه السلام وعلى شيعته تحت ظل خلافة هارون من أسوأ وأفظع المراحل التاريخية التي قضاها في حياته بحكم طول مدة هذه الخلافة , حيث شاهد الإمام عليه السلام جميع الرزايا والنكبات التي حلت بالأمة الإسلامية عموما وشيعته وأهل بيته خصوصا , فانطوت نفسه على الحزن العميق والأسى المرير وقد صبر محتسبا كاظما للغيظ . نعم لقد أسرف هارون في محاربة الشيعة وقتلهم وتشريدهم , حتى قاسوا منه اشد أنواع التنكيل والتعذيب في الوقت الذي كان يعيش يه - خليفة المسلمين - الترف والبذخ وتبذير الأموال ، ذلك التبذير الفاحش على الجواري والمغنين والمطربين والشعراء المتملقين . ولابد من الإشارة الى أن أضخم ميزانية للدولة الإسلامية كانت في عهده , فقد توفر له من المال ما لم يتوفر لأحد من ملوك المسلمين ، وكانت هذه الأموال تجبى من الخراج والجزية والزكاة , حتى أن ذلك كان مدعاة لغروره وطيشه ، كما روي عنه انه كان يخاطب سحابة المطر بقوله : أمطري حيثما تمطرين فان خراجك إليّ . وعليه فان موقف الإمام عليه السلام مع حكومة هارون تمثل بما يلي : |
1- الصمود في وجه ظلمه وطغيانه وانطلاق الإمام عليه السلام في ميادين الجهاد المقدس وهو يحمل لواء المعارضة على حكام عصره الذين استباحوا جميع ما حرم الله واستبدوا بأرزاق الأمة وحقوقها واستهانوا بكرامة الإسلام , فلم يؤثر عنهم أنهم قاموا بعمل ايجابي في صالح المجتمع الإسلامي ، مما أدى الى إعلان الإمام عليه السلام الحرب بغير هوادة عليهم من خلال إسناده وتأييده للثورات المخلصة والتي قادها رجال مخلصون في انتمائهم للإمام عليه السلام كما رأينا في عدة تصريحات صدرت عنه عليه السلام تؤيد وتدعم حركة الحسين بن علي (صاحب فخ ) الذي ثار في المدينة المنورة ضد الخليفة الهادي واستشهد في فخ بالقرب من مكة سنة 269 هجرية ، ومن تلك التصريحات قوله عليه السلام للحسين بن علي : انك مقتول فأحدّ الضراب , فان القوم في العراق - ويقصد الخليفة العباسي - يظهرون إيمانا ويضمرون نفاقا وشركا فانا لله وإنا إليه راجعون وعند الله احتسبكم من عصبة.
ولما سمع عليه السلام بمقتل الحسين (رض) بكاه وابّنه بهذه الكلمات : إنا لله وإنا إليه راجعون , مضى والله مسلما صالحا صواما قواما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله.
كما انه حرم التعاون مع الظالمين بأي لون كان ومنع الركون إليهم بأي وجه من الوجوه, قال تعالى: ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار.
وحرم على المسلمين الميل إليهم والرغبة في بقائهم , كنهيه عليه السلام لصفوان الجمال على الاكراء لهارون ، الأمر الذي دعا صفوان للمسارعة لبيع جماله فور ما طلب منه الإمام ذلك .
كما حذر عليه السلام شيعته - في بعض أحاديثه – من الدخول في سلك حكومة هارون والتلبس بأية وظيفة من وظائف دولته فقال لزياد بن أبي سلمة : يا زياد لأن اسقط من شاهق فأتقطع قطعة قطعة أحب إلي من أتولى لهم عملا أو أطأ بساط رجل منهم إلا لتفريج كربة مؤمن أو فك أسره أو قضاء دينه ، يا زياد إن أهون ما يصنع الله بمن تولى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار الى أن يفرغ الله من حساب الخلائق , يا زياد فان وليت شيئا من أعمالهم فأحسن الى إخوانك فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك...
لقد بالغ الإمام عليه السلام , في رفضه للظلم والظالمين حتى اثبت ذلك في ادعيته المباركة التي وردتنا عنه عليه السلام.
والذي يمكن أن نستوحيه من خلال هذا الموقف الحاسم الذي اتخذه الإمام عليه السلام في رفضه الدخول الى الواقع الذاتي والموضوعي لبنية السلطات الحاكمة , وهو إن ذلك يعطيها شرعية الوجود والامتداد كما ويقدم لها - من موقع قيادي وزعامة جماهيرية هي زعامة أهل البيت عليهم السلام - صك الغفران لممارستها وأفعالها اللاإنسانية بحق الناس و المجتمع .
ولما سمع عليه السلام بمقتل الحسين (رض) بكاه وابّنه بهذه الكلمات : إنا لله وإنا إليه راجعون , مضى والله مسلما صالحا صواما قواما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله.
كما انه حرم التعاون مع الظالمين بأي لون كان ومنع الركون إليهم بأي وجه من الوجوه, قال تعالى: ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار.
وحرم على المسلمين الميل إليهم والرغبة في بقائهم , كنهيه عليه السلام لصفوان الجمال على الاكراء لهارون ، الأمر الذي دعا صفوان للمسارعة لبيع جماله فور ما طلب منه الإمام ذلك .
كما حذر عليه السلام شيعته - في بعض أحاديثه – من الدخول في سلك حكومة هارون والتلبس بأية وظيفة من وظائف دولته فقال لزياد بن أبي سلمة : يا زياد لأن اسقط من شاهق فأتقطع قطعة قطعة أحب إلي من أتولى لهم عملا أو أطأ بساط رجل منهم إلا لتفريج كربة مؤمن أو فك أسره أو قضاء دينه ، يا زياد إن أهون ما يصنع الله بمن تولى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار الى أن يفرغ الله من حساب الخلائق , يا زياد فان وليت شيئا من أعمالهم فأحسن الى إخوانك فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك...
لقد بالغ الإمام عليه السلام , في رفضه للظلم والظالمين حتى اثبت ذلك في ادعيته المباركة التي وردتنا عنه عليه السلام.
والذي يمكن أن نستوحيه من خلال هذا الموقف الحاسم الذي اتخذه الإمام عليه السلام في رفضه الدخول الى الواقع الذاتي والموضوعي لبنية السلطات الحاكمة , وهو إن ذلك يعطيها شرعية الوجود والامتداد كما ويقدم لها - من موقع قيادي وزعامة جماهيرية هي زعامة أهل البيت عليهم السلام - صك الغفران لممارستها وأفعالها اللاإنسانية بحق الناس و المجتمع .
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:24 pm من طرف نجمة السماء
» اظل للموت احبك وابقى اسولف فيك..
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:17 pm من طرف نجمة السماء
» أختبار في المشاعر أي نوع من الاشخاص أنت
الجمعة سبتمبر 20, 2013 7:05 am من طرف علي العبيدي
» تفسير رؤيا الصحابه رضي الله عنهم في المنام
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 1:00 am من طرف علي العبيدي
» إياك ان تفعلها فتذهب رجولتك
الخميس أكتوبر 14, 2010 1:15 pm من طرف نجمة السماء
» آدآب دخول المنتدى ♥ من الألف إلى اليآء ♥أرجو التثبيت
الأحد أغسطس 15, 2010 12:07 pm من طرف ابن دجلة الخير
» قصة سيدنا أيوب عليه السلام
السبت أغسطس 14, 2010 11:56 am من طرف ندى الريحان
» جاوب الي بعدك..وضع سؤالا
السبت أغسطس 14, 2010 11:52 am من طرف ندى الريحان
» بعض ما قيل في رجال العراق
الإثنين أغسطس 02, 2010 11:29 am من طرف نجمة السماء