بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اسال الله تعالى ان يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه..وان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان يستفيد منه المسلمين وان يكون اجرا لمن ينقله ويسائة للناس والمسلمين اخواني واخواتي في المنتدى تحياتي لكم جميعا ولمدير المنتدى وارجو تقبل مني هذا الموضوع على شكل درسين الاول اليوم وغدا الثاني ان شاء الله واسال الله تعالى ان تستفيدو منه لانه ليس من السهل كمسلمين ولا نعرف شئ عن ديننا او عن نبينا او ال البيت والصحابه ومن واجبنا كمسلمين السعي والبحث عن الحقيقه لكون الله عز وجل لم يبقي لنا اي عذر يوم الحساب لبعثه خير الانام نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم..والاسلام ليس بالقول فقط وانما بالقول والنيه والعمل والقول هو نطق الشهادتين والنيه ان تجعلها لله والعمل بالجوارح مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج والصدقه والى اخره من الاعمال التي تود بها التقرب الى الله...وبما انه نحن مسلمون فيجب علينا معرفته سنة نبينا واعماله واحاديثه وبلا الشك انه مكمل للقران اي لشريعه رب العالمين لا ينطق عن الهوى الا هو وحيا يوحى...فنبدا بالسنة0
الدرس الاول
السنه\ أولا : السنة في اللغة :
هي السيرة ؛ حسنة كانت أم سيئة ، فسنة كل واحد هي ما اعتاده وأكثر منه ، وحافظ عليه ، سواء كان أمرا محمودا أم مذموما .
ومن هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها ، وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ، ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) ) . ثانيا : السنة في الاصطلاح :
اختلف أهل العلم في تعريف السنة ، ومرد ذلك الاختلاف إلى اختلاف نظر علماء كل علم من العلوم الشرعية المختلفة إلى السنة ؛ فالمحدث ينظر إلى السنة من جهة يخالف فيها الأصولي والفقيه وغيرهما .
السنة عند المحدثين : هي كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول ، أو فعل ، أو تقرير ، أو صفة ، سواء أكانت خلقية ، أو خلقية ، أم سيرة ، قبل البعثة كانت أم بعدها .
السنة عند الأصوليين
أما علماء الأصول فقد نظروا إلى السنة من حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم مشرع للأمة ؛ ولهذا جاء تعريف السنة عندهم بأنها : هي كل ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول ، أو فعل ، أو تقرير مما يصح أن يكون دليلا لحكم من أحكام الشرع .
وقد يطلق لفظ السنة مقابلا للفظ البدعة ، فالبدعة شرعا هي : كل ما استحدثه الناس من قول أو عمل في الدين ، ولم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ) .
وقد تطلق السنة أحيانا على ما عمل به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مأثور ، يشهد لهذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( ( عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) ) .
ومن أمثلة ذلك تضمين الصناع ، وجمع المصاحف
الفرق بين الحديث والسنة
لا فرق بين الحديث والسنة ، فهما بمعنى واحد ، كما ذهب إلى ذلك الجمهور من العلماء ، وإن كان بعض المحدثي0ن والأصوليين يرى أن لفظ السنة أعم من لفظ الحديث .
فالمحدثون يعرفون السنة بأنها : ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة أو بعدها ، في حين يرون أن الحديث إذا أطلق فهو ينصرف في الغالب إلى ما يروى عنه صلى الله عليه وسلم بعد البعثة ، سواء أكان قولا أو فعلا أو تقريرا .
وعند الأصوليين فإن لفظ الحديث لا يرادف لفظ السنة ، فإذا كان لفظ السنة عندهم يعني : كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ، مما يصلح أن يكون دليلا لحكم شرعي ، فإن لفظ الحديث لا يعني سوى السنة القولية .
الفرق بين الحديث والخبر والأثر
الحديث : من حيث اللغة
هو الجديد من الأشياء ، والحديث : هو الخبر سواء كان قليلا أو كثيرا .
الخبر : لغة
يعني : النبأ ، وجمعه : أخبار .
ومن هنا فإن الحديث يترادف معناه مع الخبر من حيث اللغة .
ومن حيث الاصطلاح
فإن الحديث يعني : ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .
أما الخبر اصطلاحا
ففيه ثلاثة أقوال :
الأول : أنه مرادف للحديث .
الثاني : أن الحديث هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عن غيره .
الثالث : أن الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عنه أو عن غيره .
الأثر لغة : هو بقية الشيء .
واصطلاحا :
هو أنه يتحد في المعنى مع الحديث ويرادفه ، وقيل : هو ما أضيف إلى الصحابة والتابعين من أقوال وأفعال .
أولا : السنة القولية :
هي أقواله صلى الله عليه وسلم وخطبه في المناسبات والأغراض المختلفة ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم : ( ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم في البحر : ( ( هو الطهور ماؤه الحل ميته ) ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم في زكاة الزروع : ( ( فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا : العشر ، وما سقي بالنضح : نصف العشر ) ) .
ثانيا : السنة الفعلية :
هي أفعاله صلى الله عليه وسلم التي نقلها عنه صحابته ؛ كأفعاله في الوضوء ، والصلاة ، والحج ، وما إلى ذلك . . . ، غير أن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ليست كلها سنة يجب اتباعها والاقتداء بها ؛ ولهذا انقسمت أفعاله صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أقسام ، على النحو الآتي :
أولا : ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من أفعال خاصة به
وهذه ليس لغيره من الأمة اتباعها ، وذلك كوصاله الصيام في شهر رمضان ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم اليومين وأكثر من غير أن يأكل بينهما ، وهو في نفس الوقت ينهى أصحابه عن ذلك ؛ لاختلاف حاله صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأمة ، وكتزوجه بأكثر من أربع نساء ، وكتهجده بالليل ، حيث كان التهجد بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم يعد فرضا ، كما يدل على ذلك قوله تعالى : } يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا { ( المزمل 1 : 5 ) .
ثانيا : ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم بشريته
كالأكل والشرب والنوم ، وما إلى ذلك . . . فهذا النوع من الأفعال ، وإن كان لا يعد تشريعا ولا يجب التأسي به ، إلا أنه وجد من الصحابة من كان يقتفي أثره صلى الله عليه وسلم في ذلك ؛ محبة فيه ، وحرصا على اتباعه ، كعبد الله بن عمر - رضي الله عنهما .
كذلك يأخذ حكم هذه الأفعال ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم بناء على خبرته وتجاربه في شئون الحياة ؛ كالنواحي الزراعية ، والتجارية ، والتدابير الحربية ، وما إلى ذلك . . . مما لا يجب فيه الاقتداء شرعا .
ثالثا : ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم وقصد به التشريع والاتباع ، وهو نوعان :
1 - أفعال وردت بيانا لمجمل ما جاء في القرآن الكريم ، فما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من أفعال خاصة بالصلاة كانت بيانا لمجمل قوله تعالى : } وأقيموا الصلاة { ( المزمل : 20 ) .
وما صدر عنه من أفعال خاصة بمناسك الحج كانت بيانا لقوله تعالى : } ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا { ( آل عمران : 97 ) .
2 - أفعال فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء ، فعلى الأمة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ، والتأسي به ؛ لقوله تعالى : } لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة { ( الأحزاب : 21 ) ، وهذا إذا علمت صفته الشرعية .
مثال ذلك قول عمر حينما كان يقبل الحجر الأسود في طوافه : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك .
ثالثا : السنة التقريرية :
وهي أن يصدر من أحد الصحابة قول أو فعل ويعلم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بعث لبيان الشريعة ، وإبطال كل ما يخالفها ، فلو أن ما صدر من الصحابي مخالف للشريعة لما سكت عنه صلى الله عليه وسلم ، ولما ارتضاه ، أما وقد سكت عن إنكاره فإن ذلك يعتبر تقريرا منه لهذا الفعل أو القول .
ومن أمثلة السنة التقريرية
ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه : خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء ، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدا طيبا ، فصليا ، ثم وجدا الماء في الوقت ، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ، ولم يعد الآخر ، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال للذي لم يعد : ( ( أصبت السنة ) ) ، وقال للآخر : ( ( لك الأجر مرتين ) ) .
ومنه إقراره لطريقة معاذ بن جبل في القضاء ، حينما بعثه إلى اليمن قاضيا ؛ إذ قال له : ( ( كيف تصنع إن عرض لك قضاء ؟ ) ) ، قال : أقضي بما في كتاب الله ، قال : ( ( فإن لم يكن في كتاب الله ؟ ) ) ، قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ( فإن لم يكن في سنة رسول الله ؟ ) ) قال : أجتهد رأيي لا آلو ، قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري ، ثم قال : ( ( الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ) ) .
ومما ينبغي ملاحظته هو أن السنة قولية كانت أو فعلية أو تقريرية في مستوى واحد من حيث حجيتها ووجوب العمل بها .
منزلة السنة من القرآن الكريم وأدلة حجيتها
أولا : منزلة السنة من القرآن
من المقرر أن ما جاء في السنة النبوية من الأحكام ، فإننا نجدها قد جاءت إما مفسرة لما جاء فيه ، أو مفصلة لمجمله ، أو مقيدة لمطلقه ، أو مخصصة لعام ما ورد فيه ، أو أنها أتت بأحكام جديدة سكت عنها ، فالسنة في الواقع تعد تطبيقا عمليا لما جاء في القرآن الكريم .
أولا : بيان ما أجمل في القرآن
وذلك كما في العبادات ، ومنها الصلاة المفروضة ، فقد فرض الله تعالى الصلاة على المؤمنين من غير بيان لأوقاتها ، أو أراكانها وعدد ركعاتها ، فبين كل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته ، قائلا لهم : ( ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ) .
وفرض الحج من غير بيان مناسكه ، فبين صلى الله عليه وسلم تلك المناسك للمسلمين قائلا لهم : ( ( خذوا عني مناسككم ) ) .
وفرض الله الزكاة من غير بيان مقاديرها وأنصبتها ، فبين صلى الله عليه وسلم كل ذلك .
وكما تأتي السنة مبينة للمجمل ، تأتي مخصصة لعام ما ورد في القرآن الكريم ، من هذا ما ورد في بيان قوله تعالى : } يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين { ( النساء : 11 )
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اسال الله تعالى ان يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه..وان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان يستفيد منه المسلمين وان يكون اجرا لمن ينقله ويسائة للناس والمسلمين اخواني واخواتي في المنتدى تحياتي لكم جميعا ولمدير المنتدى وارجو تقبل مني هذا الموضوع على شكل درسين الاول اليوم وغدا الثاني ان شاء الله واسال الله تعالى ان تستفيدو منه لانه ليس من السهل كمسلمين ولا نعرف شئ عن ديننا او عن نبينا او ال البيت والصحابه ومن واجبنا كمسلمين السعي والبحث عن الحقيقه لكون الله عز وجل لم يبقي لنا اي عذر يوم الحساب لبعثه خير الانام نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم..والاسلام ليس بالقول فقط وانما بالقول والنيه والعمل والقول هو نطق الشهادتين والنيه ان تجعلها لله والعمل بالجوارح مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج والصدقه والى اخره من الاعمال التي تود بها التقرب الى الله...وبما انه نحن مسلمون فيجب علينا معرفته سنة نبينا واعماله واحاديثه وبلا الشك انه مكمل للقران اي لشريعه رب العالمين لا ينطق عن الهوى الا هو وحيا يوحى...فنبدا بالسنة0
الدرس الاول
السنه\ أولا : السنة في اللغة :
هي السيرة ؛ حسنة كانت أم سيئة ، فسنة كل واحد هي ما اعتاده وأكثر منه ، وحافظ عليه ، سواء كان أمرا محمودا أم مذموما .
ومن هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها ، وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ، ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) ) . ثانيا : السنة في الاصطلاح :
اختلف أهل العلم في تعريف السنة ، ومرد ذلك الاختلاف إلى اختلاف نظر علماء كل علم من العلوم الشرعية المختلفة إلى السنة ؛ فالمحدث ينظر إلى السنة من جهة يخالف فيها الأصولي والفقيه وغيرهما .
السنة عند المحدثين : هي كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول ، أو فعل ، أو تقرير ، أو صفة ، سواء أكانت خلقية ، أو خلقية ، أم سيرة ، قبل البعثة كانت أم بعدها .
السنة عند الأصوليين
أما علماء الأصول فقد نظروا إلى السنة من حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم مشرع للأمة ؛ ولهذا جاء تعريف السنة عندهم بأنها : هي كل ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول ، أو فعل ، أو تقرير مما يصح أن يكون دليلا لحكم من أحكام الشرع .
وقد يطلق لفظ السنة مقابلا للفظ البدعة ، فالبدعة شرعا هي : كل ما استحدثه الناس من قول أو عمل في الدين ، ولم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ) .
وقد تطلق السنة أحيانا على ما عمل به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مأثور ، يشهد لهذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( ( عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) ) .
ومن أمثلة ذلك تضمين الصناع ، وجمع المصاحف
الفرق بين الحديث والسنة
لا فرق بين الحديث والسنة ، فهما بمعنى واحد ، كما ذهب إلى ذلك الجمهور من العلماء ، وإن كان بعض المحدثي0ن والأصوليين يرى أن لفظ السنة أعم من لفظ الحديث .
فالمحدثون يعرفون السنة بأنها : ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة أو بعدها ، في حين يرون أن الحديث إذا أطلق فهو ينصرف في الغالب إلى ما يروى عنه صلى الله عليه وسلم بعد البعثة ، سواء أكان قولا أو فعلا أو تقريرا .
وعند الأصوليين فإن لفظ الحديث لا يرادف لفظ السنة ، فإذا كان لفظ السنة عندهم يعني : كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ، مما يصلح أن يكون دليلا لحكم شرعي ، فإن لفظ الحديث لا يعني سوى السنة القولية .
الفرق بين الحديث والخبر والأثر
الحديث : من حيث اللغة
هو الجديد من الأشياء ، والحديث : هو الخبر سواء كان قليلا أو كثيرا .
الخبر : لغة
يعني : النبأ ، وجمعه : أخبار .
ومن هنا فإن الحديث يترادف معناه مع الخبر من حيث اللغة .
ومن حيث الاصطلاح
فإن الحديث يعني : ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .
أما الخبر اصطلاحا
ففيه ثلاثة أقوال :
الأول : أنه مرادف للحديث .
الثاني : أن الحديث هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عن غيره .
الثالث : أن الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عنه أو عن غيره .
الأثر لغة : هو بقية الشيء .
واصطلاحا :
هو أنه يتحد في المعنى مع الحديث ويرادفه ، وقيل : هو ما أضيف إلى الصحابة والتابعين من أقوال وأفعال .
أولا : السنة القولية :
هي أقواله صلى الله عليه وسلم وخطبه في المناسبات والأغراض المختلفة ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم : ( ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم في البحر : ( ( هو الطهور ماؤه الحل ميته ) ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم في زكاة الزروع : ( ( فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا : العشر ، وما سقي بالنضح : نصف العشر ) ) .
ثانيا : السنة الفعلية :
هي أفعاله صلى الله عليه وسلم التي نقلها عنه صحابته ؛ كأفعاله في الوضوء ، والصلاة ، والحج ، وما إلى ذلك . . . ، غير أن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ليست كلها سنة يجب اتباعها والاقتداء بها ؛ ولهذا انقسمت أفعاله صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أقسام ، على النحو الآتي :
أولا : ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من أفعال خاصة به
وهذه ليس لغيره من الأمة اتباعها ، وذلك كوصاله الصيام في شهر رمضان ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم اليومين وأكثر من غير أن يأكل بينهما ، وهو في نفس الوقت ينهى أصحابه عن ذلك ؛ لاختلاف حاله صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأمة ، وكتزوجه بأكثر من أربع نساء ، وكتهجده بالليل ، حيث كان التهجد بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم يعد فرضا ، كما يدل على ذلك قوله تعالى : } يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا { ( المزمل 1 : 5 ) .
ثانيا : ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم بشريته
كالأكل والشرب والنوم ، وما إلى ذلك . . . فهذا النوع من الأفعال ، وإن كان لا يعد تشريعا ولا يجب التأسي به ، إلا أنه وجد من الصحابة من كان يقتفي أثره صلى الله عليه وسلم في ذلك ؛ محبة فيه ، وحرصا على اتباعه ، كعبد الله بن عمر - رضي الله عنهما .
كذلك يأخذ حكم هذه الأفعال ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم بناء على خبرته وتجاربه في شئون الحياة ؛ كالنواحي الزراعية ، والتجارية ، والتدابير الحربية ، وما إلى ذلك . . . مما لا يجب فيه الاقتداء شرعا .
ثالثا : ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم وقصد به التشريع والاتباع ، وهو نوعان :
1 - أفعال وردت بيانا لمجمل ما جاء في القرآن الكريم ، فما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من أفعال خاصة بالصلاة كانت بيانا لمجمل قوله تعالى : } وأقيموا الصلاة { ( المزمل : 20 ) .
وما صدر عنه من أفعال خاصة بمناسك الحج كانت بيانا لقوله تعالى : } ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا { ( آل عمران : 97 ) .
2 - أفعال فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء ، فعلى الأمة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ، والتأسي به ؛ لقوله تعالى : } لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة { ( الأحزاب : 21 ) ، وهذا إذا علمت صفته الشرعية .
مثال ذلك قول عمر حينما كان يقبل الحجر الأسود في طوافه : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك .
ثالثا : السنة التقريرية :
وهي أن يصدر من أحد الصحابة قول أو فعل ويعلم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بعث لبيان الشريعة ، وإبطال كل ما يخالفها ، فلو أن ما صدر من الصحابي مخالف للشريعة لما سكت عنه صلى الله عليه وسلم ، ولما ارتضاه ، أما وقد سكت عن إنكاره فإن ذلك يعتبر تقريرا منه لهذا الفعل أو القول .
ومن أمثلة السنة التقريرية
ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه : خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء ، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدا طيبا ، فصليا ، ثم وجدا الماء في الوقت ، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ، ولم يعد الآخر ، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال للذي لم يعد : ( ( أصبت السنة ) ) ، وقال للآخر : ( ( لك الأجر مرتين ) ) .
ومنه إقراره لطريقة معاذ بن جبل في القضاء ، حينما بعثه إلى اليمن قاضيا ؛ إذ قال له : ( ( كيف تصنع إن عرض لك قضاء ؟ ) ) ، قال : أقضي بما في كتاب الله ، قال : ( ( فإن لم يكن في كتاب الله ؟ ) ) ، قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ( فإن لم يكن في سنة رسول الله ؟ ) ) قال : أجتهد رأيي لا آلو ، قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري ، ثم قال : ( ( الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ) ) .
ومما ينبغي ملاحظته هو أن السنة قولية كانت أو فعلية أو تقريرية في مستوى واحد من حيث حجيتها ووجوب العمل بها .
منزلة السنة من القرآن الكريم وأدلة حجيتها
أولا : منزلة السنة من القرآن
من المقرر أن ما جاء في السنة النبوية من الأحكام ، فإننا نجدها قد جاءت إما مفسرة لما جاء فيه ، أو مفصلة لمجمله ، أو مقيدة لمطلقه ، أو مخصصة لعام ما ورد فيه ، أو أنها أتت بأحكام جديدة سكت عنها ، فالسنة في الواقع تعد تطبيقا عمليا لما جاء في القرآن الكريم .
أولا : بيان ما أجمل في القرآن
وذلك كما في العبادات ، ومنها الصلاة المفروضة ، فقد فرض الله تعالى الصلاة على المؤمنين من غير بيان لأوقاتها ، أو أراكانها وعدد ركعاتها ، فبين كل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته ، قائلا لهم : ( ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ) .
وفرض الحج من غير بيان مناسكه ، فبين صلى الله عليه وسلم تلك المناسك للمسلمين قائلا لهم : ( ( خذوا عني مناسككم ) ) .
وفرض الله الزكاة من غير بيان مقاديرها وأنصبتها ، فبين صلى الله عليه وسلم كل ذلك .
وكما تأتي السنة مبينة للمجمل ، تأتي مخصصة لعام ما ورد في القرآن الكريم ، من هذا ما ورد في بيان قوله تعالى : } يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين { ( النساء : 11 )
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:24 pm من طرف نجمة السماء
» اظل للموت احبك وابقى اسولف فيك..
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:17 pm من طرف نجمة السماء
» أختبار في المشاعر أي نوع من الاشخاص أنت
الجمعة سبتمبر 20, 2013 7:05 am من طرف علي العبيدي
» تفسير رؤيا الصحابه رضي الله عنهم في المنام
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 1:00 am من طرف علي العبيدي
» إياك ان تفعلها فتذهب رجولتك
الخميس أكتوبر 14, 2010 1:15 pm من طرف نجمة السماء
» آدآب دخول المنتدى ♥ من الألف إلى اليآء ♥أرجو التثبيت
الأحد أغسطس 15, 2010 12:07 pm من طرف ابن دجلة الخير
» قصة سيدنا أيوب عليه السلام
السبت أغسطس 14, 2010 11:56 am من طرف ندى الريحان
» جاوب الي بعدك..وضع سؤالا
السبت أغسطس 14, 2010 11:52 am من طرف ندى الريحان
» بعض ما قيل في رجال العراق
الإثنين أغسطس 02, 2010 11:29 am من طرف نجمة السماء