في يوم/الأحد الموافق7-3-2010ذهبنا إلى صناديق الاقتراع لنختار من ينوب عنا في تحقيق طموحاتنا عبر عذاباتنا الأُسطورية،وهذا عرسٌ ديمقراطي طالما تُقنا إليه وناضلنا من أجله فتحمَّلنا المعتقلات والسجون وأحدث ما ابتكرته (المدنية العالمية المتطوِّرة جداً..!!) من أجهزة وأساليب تعذيب(متطوِّرة هي الأُخرى).
لقد كنا (سراديج) فَرِحةً بهذا العريس المتميز الذي كان ينتظر زواجه الكاثوليكي،اللا رجعة عنه..إنه عرسٌ سيذكره العراقيون عبر تاريخهم المترع بالبطولات والعذابات في آنٍ واحد.وما يتمنونه اليوم هو:استمرار هذه الفرحة وأن لا تكون(فرحة المادامت)وأن تكون بعيدة عن قول الشاعر: (بين الـكنة ومرة العم ما تدرون اشصار) بسبب العراك على الكراسي باسم (المحاصصة) سيِّئة الصيت.
لقد عانى شعبنا ما عانى من ظلم الحاكين الذي تعاقبوا على حكمه ما يقرب من قرن من عمر الزمن السياسيٍ،وكان بين وقتٍ وآخر ينتفض ويثور ولكن سيف الحاكم كان له بالمرصاد.فبدلاً من أن يحقق له أبسط مستلزماته الحياتية،التي هي من أُولى مستحقاته،كان يزج بمناضليه في المعتقلات والسجون:
وإذا بكل الأُمنيات تلفَّعت بالليل مثل تلفُّع الأسحارِ
وإذا ببسمات الصغار تكسَّرت فوق الشفاه تكسُّر الأحجاِرِ
وإذا بأحرار العراق يضمهم سجنٌ كبيرٌ شائك الأسوارِ
وإذا برنَّات القيود كأنها – حول المعاصم – غنوة الأحرارِ
وإذا بكل الأُغنيات تشابكت وغدت نشيدا في فم الثوَّارِ
ولكن العراقيين يتسمون بضم جراحاتهم بين حنايا صبرهم المعبَّأ بالغضب اللا حدود له.فينفجرون يوم يصل (الحزام الطبيين) ويوم (يفيض الكيل) ولا يبالون بما يقدمونه من تضحيات على دروب حريتهم،والتاريخ المعاصر شاهد عصرهم..فهم مشدودون إلى وطنهم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لا يفرِّطون بحبة رمل واحدة منه.وهم ينشدون بفرحٍ غامر:
ترابك بالشذى خضلُ وماؤك موطني عسلُ
يظل تدفُّقاً أبدا يسيل وما به وشلُ
وشمسك قطُّ ما انكسفت وبدرك ظلَّ يكتملُ
وفيك تناسلت أُممٌ وفيك تواصل الرُسُلُ
وأنت لكلِّ من ظمئوا فراتٌ منه قد نهلوا
وأنت بكلِّ نازلةٍ تخوض وشعبك البطلُ
يسلُّ حسامه أبداً وفيه العزُّ والأمل
وتبقى رمز عزَّتنا وأنت الحبُّ والغزلُ
فيا وطني لك الدنيا تزغرد وهي تحتفلُ
لأنك أنت أحرفها وأنت الفعل والجُمَلُ
وما عرسهم الديمقراطي هذا إلاَّ دليل على تمسُّكهم بوطنهم متحدين – بذلك - َ قوى الظلام المتخندقة في كوى ظلامية بعيدة عن روح العصر ومعطياته الحضارية.
لنجعل من هذا اليوم شاخصاً تاريخياً يترك بصماته على خارطة الزمن العراقي متواصلاً مع شواخص تاريخنا الضارب بجذوره - عميقا – في الأرض العربية ولنرمِ - خلف ظهورنا – المصطلحات المتخلفة،من:طائفية..عرقية إقليمية..إثنية..مذهبية..وأخيراً(المحاصصة).لأنها ما عادت تنسجم وتطلعاتنا نحو غدٍ مخضلٍ بالأمل الذي يحمل
- بين جوانحه تاريخ حضارة علَّمت الإنسان أبجدية الحب والإخاء الإنساني على امتداد تاريخه.
فنحن الذين قلنا:
- كلكم لآدم وآدم من تراب.
- كلكم سواسية كأسنان المشط.
- لا فرق بين عربي وأعجمي إلاَّ بالتقوى.
- لا فرق بين قرشي وحبشي.
- متى استعبدتم الناس وقد ولدتكم أُمهاتكم أحرارا؟
وعندنا دستور أجمل المقولات تلك في كلمات رائعات تحتفظ – حتى الآن - بروعتها وحيويتها منذ ألفٍ وأربع مئة سنة ونيِّف، وستبقى معلماً حضارياً مهما طال الزمن،تقول الكلمات تلك:{يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا،إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
ما أروع هاتيك الكلمات؟إنها – باجتماعها – تشكِّل نظاماً سياسياً واقتصاديا واجتماعياً غايةً في التحضُّر الإنساني.
إن شعوب العالم – لاسيما من هم في غرب الكرة الأرضية – أخذوا ذلك منا واستثمروه استثماراً عملياً فشيَّدوا - بمقتضاه حضارتهم،التي هي عيالٌ على حضارتنا في عمقها الزمني.فيما بقينا - نحن – متفرجين على ما أخذوه منَّا ومبهورين بتطبيقاتهم العملية.
إنها المأساة بعينها..!!أن يأخذ منك شخصٌ ما تملك ثم يعيده إليك،لا بِعَدِّهِ إرثك إنما هو(إرثه..)فهو كمن يأخذ منك شيئاً بلا ثمن ثم يبعه عليك بأغلى الأثمان..إنها مفارقة في المنطق وفي التعاملات والنشاطات الإنسانية المختلفة.
فلو أخذنا مثلاً واحداً من تلك المفارقات لتوارينا خجلاً مما نحن فيه.
لا أريد أن أذهب بعيدا لكي لا أبتعد عما أنا فيه فأقول:
إن انتخابات رئاسية جرت في الولايات الأمريكية المتحدة في مطلع سنة 2009ففاز فيها رجلُ أفريقي الأصل من (كينيا) ومسلم قبل أن يعتنق المسيحية ومن الأقليات العرقية (أسود البشرة) اسمه(أوباما)..أقول..مع تلك المفارقات فاز هذا الرجل برئاسة جمهورية أكبر دولة في العالم،بل هي القطب الوحيد المسيطر في الجانب السياسية والاقتصادية والعسكرية بعد انهيار(الاتحاد السوفيتي).
أما نحن فأخذنا نتراجع عما علَّمنا شعوب العالم من قِيَم حضارية تستحضر حيويتها وديمومتها في كل زمان.ولا نستفيد من تجارب الشعوب تلك (التي هي تجاربنا في الأصل في عمقها الزمني).
إن انتخابات مجلس النواب انتهت وفاز من فاز وخسر من خسر فمن سيدير دفة الحكم في العراق على وفق ما تمخَّضت عنه الانتخابات؟
هل ستشكِّل الحكومة من الأكثرية الفائزة؟أم سنعود إلى(المحاصصة) فتسود الطائفية والعرقية مرةً أخرى في مفاصل حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.لنعود إلى المربع الأول من مربعات رقعة (الحيَّة والدرج) فنتغنى بقول الشاعر العربي:
ما نرانا نقول إلاَّ معاراً
أو معاداً من قولنا مكرورا
كفانا ضحكاً على الذقون..كفانا وقوفاً في مستنقعات التخلف..لقد (خاست) أرجلنا من مياهها الآسنة..ولنتعلم ممن علَّمناهم الديمقراطية والروح الرياضية فنقبل بالأمر الواقع (لخاطر عيون العراق).
فلنوحِّد في كل شبرٍ حطانا ولتكن وحدة المصير قرارا
إننا اليوم في امتحانٍ عسيرٍ فاستعدُّوا له فأنتم غيارى
وكفانا نقول عمرٌ وزيدٌ فلنقل:نرفع العراق شعارا
وكفى فُرْقةٌ تآكل منها جسم هذا الجريح حتى استجارا
نحن أبناؤه ونحن حماه فلنكن حصنه كباراً صغارا
إنها معادلة صعبة ولكن لابد منها لمن يريد أن يعيش في وطن حُرٍّ ومستقبل زاهر
لقد كنا (سراديج) فَرِحةً بهذا العريس المتميز الذي كان ينتظر زواجه الكاثوليكي،اللا رجعة عنه..إنه عرسٌ سيذكره العراقيون عبر تاريخهم المترع بالبطولات والعذابات في آنٍ واحد.وما يتمنونه اليوم هو:استمرار هذه الفرحة وأن لا تكون(فرحة المادامت)وأن تكون بعيدة عن قول الشاعر: (بين الـكنة ومرة العم ما تدرون اشصار) بسبب العراك على الكراسي باسم (المحاصصة) سيِّئة الصيت.
لقد عانى شعبنا ما عانى من ظلم الحاكين الذي تعاقبوا على حكمه ما يقرب من قرن من عمر الزمن السياسيٍ،وكان بين وقتٍ وآخر ينتفض ويثور ولكن سيف الحاكم كان له بالمرصاد.فبدلاً من أن يحقق له أبسط مستلزماته الحياتية،التي هي من أُولى مستحقاته،كان يزج بمناضليه في المعتقلات والسجون:
وإذا بكل الأُمنيات تلفَّعت بالليل مثل تلفُّع الأسحارِ
وإذا ببسمات الصغار تكسَّرت فوق الشفاه تكسُّر الأحجاِرِ
وإذا بأحرار العراق يضمهم سجنٌ كبيرٌ شائك الأسوارِ
وإذا برنَّات القيود كأنها – حول المعاصم – غنوة الأحرارِ
وإذا بكل الأُغنيات تشابكت وغدت نشيدا في فم الثوَّارِ
ولكن العراقيين يتسمون بضم جراحاتهم بين حنايا صبرهم المعبَّأ بالغضب اللا حدود له.فينفجرون يوم يصل (الحزام الطبيين) ويوم (يفيض الكيل) ولا يبالون بما يقدمونه من تضحيات على دروب حريتهم،والتاريخ المعاصر شاهد عصرهم..فهم مشدودون إلى وطنهم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لا يفرِّطون بحبة رمل واحدة منه.وهم ينشدون بفرحٍ غامر:
ترابك بالشذى خضلُ وماؤك موطني عسلُ
يظل تدفُّقاً أبدا يسيل وما به وشلُ
وشمسك قطُّ ما انكسفت وبدرك ظلَّ يكتملُ
وفيك تناسلت أُممٌ وفيك تواصل الرُسُلُ
وأنت لكلِّ من ظمئوا فراتٌ منه قد نهلوا
وأنت بكلِّ نازلةٍ تخوض وشعبك البطلُ
يسلُّ حسامه أبداً وفيه العزُّ والأمل
وتبقى رمز عزَّتنا وأنت الحبُّ والغزلُ
فيا وطني لك الدنيا تزغرد وهي تحتفلُ
لأنك أنت أحرفها وأنت الفعل والجُمَلُ
وما عرسهم الديمقراطي هذا إلاَّ دليل على تمسُّكهم بوطنهم متحدين – بذلك - َ قوى الظلام المتخندقة في كوى ظلامية بعيدة عن روح العصر ومعطياته الحضارية.
لنجعل من هذا اليوم شاخصاً تاريخياً يترك بصماته على خارطة الزمن العراقي متواصلاً مع شواخص تاريخنا الضارب بجذوره - عميقا – في الأرض العربية ولنرمِ - خلف ظهورنا – المصطلحات المتخلفة،من:طائفية..عرقية إقليمية..إثنية..مذهبية..وأخيراً(المحاصصة).لأنها ما عادت تنسجم وتطلعاتنا نحو غدٍ مخضلٍ بالأمل الذي يحمل
- بين جوانحه تاريخ حضارة علَّمت الإنسان أبجدية الحب والإخاء الإنساني على امتداد تاريخه.
فنحن الذين قلنا:
- كلكم لآدم وآدم من تراب.
- كلكم سواسية كأسنان المشط.
- لا فرق بين عربي وأعجمي إلاَّ بالتقوى.
- لا فرق بين قرشي وحبشي.
- متى استعبدتم الناس وقد ولدتكم أُمهاتكم أحرارا؟
وعندنا دستور أجمل المقولات تلك في كلمات رائعات تحتفظ – حتى الآن - بروعتها وحيويتها منذ ألفٍ وأربع مئة سنة ونيِّف، وستبقى معلماً حضارياً مهما طال الزمن،تقول الكلمات تلك:{يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا،إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
ما أروع هاتيك الكلمات؟إنها – باجتماعها – تشكِّل نظاماً سياسياً واقتصاديا واجتماعياً غايةً في التحضُّر الإنساني.
إن شعوب العالم – لاسيما من هم في غرب الكرة الأرضية – أخذوا ذلك منا واستثمروه استثماراً عملياً فشيَّدوا - بمقتضاه حضارتهم،التي هي عيالٌ على حضارتنا في عمقها الزمني.فيما بقينا - نحن – متفرجين على ما أخذوه منَّا ومبهورين بتطبيقاتهم العملية.
إنها المأساة بعينها..!!أن يأخذ منك شخصٌ ما تملك ثم يعيده إليك،لا بِعَدِّهِ إرثك إنما هو(إرثه..)فهو كمن يأخذ منك شيئاً بلا ثمن ثم يبعه عليك بأغلى الأثمان..إنها مفارقة في المنطق وفي التعاملات والنشاطات الإنسانية المختلفة.
فلو أخذنا مثلاً واحداً من تلك المفارقات لتوارينا خجلاً مما نحن فيه.
لا أريد أن أذهب بعيدا لكي لا أبتعد عما أنا فيه فأقول:
إن انتخابات رئاسية جرت في الولايات الأمريكية المتحدة في مطلع سنة 2009ففاز فيها رجلُ أفريقي الأصل من (كينيا) ومسلم قبل أن يعتنق المسيحية ومن الأقليات العرقية (أسود البشرة) اسمه(أوباما)..أقول..مع تلك المفارقات فاز هذا الرجل برئاسة جمهورية أكبر دولة في العالم،بل هي القطب الوحيد المسيطر في الجانب السياسية والاقتصادية والعسكرية بعد انهيار(الاتحاد السوفيتي).
أما نحن فأخذنا نتراجع عما علَّمنا شعوب العالم من قِيَم حضارية تستحضر حيويتها وديمومتها في كل زمان.ولا نستفيد من تجارب الشعوب تلك (التي هي تجاربنا في الأصل في عمقها الزمني).
إن انتخابات مجلس النواب انتهت وفاز من فاز وخسر من خسر فمن سيدير دفة الحكم في العراق على وفق ما تمخَّضت عنه الانتخابات؟
هل ستشكِّل الحكومة من الأكثرية الفائزة؟أم سنعود إلى(المحاصصة) فتسود الطائفية والعرقية مرةً أخرى في مفاصل حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.لنعود إلى المربع الأول من مربعات رقعة (الحيَّة والدرج) فنتغنى بقول الشاعر العربي:
ما نرانا نقول إلاَّ معاراً
أو معاداً من قولنا مكرورا
كفانا ضحكاً على الذقون..كفانا وقوفاً في مستنقعات التخلف..لقد (خاست) أرجلنا من مياهها الآسنة..ولنتعلم ممن علَّمناهم الديمقراطية والروح الرياضية فنقبل بالأمر الواقع (لخاطر عيون العراق).
فلنوحِّد في كل شبرٍ حطانا ولتكن وحدة المصير قرارا
إننا اليوم في امتحانٍ عسيرٍ فاستعدُّوا له فأنتم غيارى
وكفانا نقول عمرٌ وزيدٌ فلنقل:نرفع العراق شعارا
وكفى فُرْقةٌ تآكل منها جسم هذا الجريح حتى استجارا
نحن أبناؤه ونحن حماه فلنكن حصنه كباراً صغارا
إنها معادلة صعبة ولكن لابد منها لمن يريد أن يعيش في وطن حُرٍّ ومستقبل زاهر
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:24 pm من طرف نجمة السماء
» اظل للموت احبك وابقى اسولف فيك..
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:17 pm من طرف نجمة السماء
» أختبار في المشاعر أي نوع من الاشخاص أنت
الجمعة سبتمبر 20, 2013 7:05 am من طرف علي العبيدي
» تفسير رؤيا الصحابه رضي الله عنهم في المنام
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 1:00 am من طرف علي العبيدي
» إياك ان تفعلها فتذهب رجولتك
الخميس أكتوبر 14, 2010 1:15 pm من طرف نجمة السماء
» آدآب دخول المنتدى ♥ من الألف إلى اليآء ♥أرجو التثبيت
الأحد أغسطس 15, 2010 12:07 pm من طرف ابن دجلة الخير
» قصة سيدنا أيوب عليه السلام
السبت أغسطس 14, 2010 11:56 am من طرف ندى الريحان
» جاوب الي بعدك..وضع سؤالا
السبت أغسطس 14, 2010 11:52 am من طرف ندى الريحان
» بعض ما قيل في رجال العراق
الإثنين أغسطس 02, 2010 11:29 am من طرف نجمة السماء