رحلة إلى الغار
تخطو قدماه نحو قمة جبل ..يبعد بضع فراسخ عن موطن سكنه..هو وحده الذي يشق الطريق إليه .. لم يكن سهل المنال بل كان وعراً بكل ما تعني الكلمة من معنى .. ربما كان الشوك يدمي قدميه و الحجارة المتناثرة كالمبضع تنال من جسده الشريف ، لعله انثنى ليستريح من عناء الصعود لكن على جمر الصخر الملتهب , يتطلع إلى كهف صغير في القمة ..متى يأوي إليه لا ليخلد للنوم أو يثني وسادة يضطجع عليها , وأنه من المشقة بمكان الحصول على وسادة من الرمل ،إذ تنعدم كل وسائل الراحة ، وما توفرَ له كل مغاير لرفاهية الحياة .. شمسٌ حارقة قد كست الحجارة لوناً اسودَ ولهيباً لا يسمحُ لحياة شجرٍ أو طيرٍ ورمضاءَ تُنذرُ كل حي بالمغادرة إلى مكان أخر والماء ينعدم إلا ما تبقى من ماء قربته فإن انعطف عليها يشرب ويروي ظمأه بعد الصيام وإلا أتت الحرارة على تبخيره , كل ذلك و الظلام والوحشة والسباع وهوام الأرض....و الخطر المحدق به لم يثني عزيمته عن وضع قدميه في غار حراء ليبدأ رحلته المباركة بالعبادة ، لم يحمل وزراً ولم يثقل ظهره بذنب يبتغي تطهير نفسه أو تغيير جلده , كل الملذات كانت مباحة و سهلة المنال ولكنه كان ينظر إليها بازدراء وليس مثله الذي تشغل فكره أو تأخذ اقل لقليل من وقته , عندما يخطو بقدمه بالقرب من فتحة الغار، لم يكن متململاً من عبادة أو متثاقلاً عنها ، بل يتطلع في الكون ويسبح بروحه مع سُبحات الملائكة وعندما يرجع ببصره للأرض فإنما بصره شاخص إلى ( الكعبة ) وكم حملت نظراته من الأمل الذي بعثه إليها بتطهيرها من الشرك، فهو من ذرية إبراهيم عليه السلام وهو أولى الناس به وسينعطف يوماً ما إلى بيت الله الحرام ، يطوف ويعتكف ويقيم الصلاة ) وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) [البقرة:125].
ليس زهداً في حراء، فقد غدا يحتفظ بسجل من الذكريات التي لم يشهدها أحد سواه , صوته الدافئ بالمناجاة وترانيم الدعاء وعروج روحه إلى عالم الملكوت شوقه لله تعالى ، كل ذلك يبقى خالداً في ذاكرة التاريخ لتروي فصول تلك الرحلة العظيمة للمؤمنين ليكون أسوة لهم تخطو أقدامهم إلى بيوت الله تعالى معتكفين شيئاً من الزمن بملء إرادتهم يمارسون طقوس العبادة ولا قيد بإقدامهم في أوتاد المساجد قد اعتقوا أنفسهم من الخدمة لذواتهم كالملائكة لا يفتروا من عبادة حتى ينشغلوا بأخرى متأملين في كتاب الله يطهروا أنفسهم من الأدران يجعلوا همتهم وفكرهم للآخرة لا ينشغلوا بسفاسف الدنيا الصغيرة يجتنبوا ملذات الحلال ليعوّدوا أنفسهم التعفف والزهد عن الحرام, يرتقوا بالصيام إلى ذروته ليرووا ظمأ أنفسهم ويسكن كل جارحة منهم ، يستصغروا الصيام عن الطعام و يعدوا الاجتناب عن الخطيئة خطيئة قد بلغوا في صفاء ذواتهم ألا ترد الذنوب والآثام أرواحهم وقلوبهم ، غدوا مصداقاً الحديث ما للصائمين من الثواب الجزيل (نومكم فيه عبادة وأنفاسكم فيه تسبيح).
ما الذي يشعره هؤلاء حال انقطاعهم عن الناس وعن ملذات الدنيا؟؟ إنني لا أجدهم سوى أكثر الناس تمسكاً بالحياة واللذة والخلود , هم ينقطعون عن الناس ويرتبطون بالله تعالى هم يزهدون في الحياة القصيرة ويتطلعون للخلود في الجنة .
عندما تفد على كريم فانه سيغدق عليك من كرمه وجوده ومن يحظى بضيافة الله تعالى في هذا الشهر فانه سيحظى بجود وكرم لا نهاية له ولعله من الغريب أن تجد الناس يقصدون أبواب الفقراء و البخلاء يستجدونهم ، بينما الملك الكريم جل جلاله لا أحد يقرع بابه أو يحل ضيفاً عليه معتكفًا في بيته .
تخطو قدماه نحو قمة جبل ..يبعد بضع فراسخ عن موطن سكنه..هو وحده الذي يشق الطريق إليه .. لم يكن سهل المنال بل كان وعراً بكل ما تعني الكلمة من معنى .. ربما كان الشوك يدمي قدميه و الحجارة المتناثرة كالمبضع تنال من جسده الشريف ، لعله انثنى ليستريح من عناء الصعود لكن على جمر الصخر الملتهب , يتطلع إلى كهف صغير في القمة ..متى يأوي إليه لا ليخلد للنوم أو يثني وسادة يضطجع عليها , وأنه من المشقة بمكان الحصول على وسادة من الرمل ،إذ تنعدم كل وسائل الراحة ، وما توفرَ له كل مغاير لرفاهية الحياة .. شمسٌ حارقة قد كست الحجارة لوناً اسودَ ولهيباً لا يسمحُ لحياة شجرٍ أو طيرٍ ورمضاءَ تُنذرُ كل حي بالمغادرة إلى مكان أخر والماء ينعدم إلا ما تبقى من ماء قربته فإن انعطف عليها يشرب ويروي ظمأه بعد الصيام وإلا أتت الحرارة على تبخيره , كل ذلك و الظلام والوحشة والسباع وهوام الأرض....و الخطر المحدق به لم يثني عزيمته عن وضع قدميه في غار حراء ليبدأ رحلته المباركة بالعبادة ، لم يحمل وزراً ولم يثقل ظهره بذنب يبتغي تطهير نفسه أو تغيير جلده , كل الملذات كانت مباحة و سهلة المنال ولكنه كان ينظر إليها بازدراء وليس مثله الذي تشغل فكره أو تأخذ اقل لقليل من وقته , عندما يخطو بقدمه بالقرب من فتحة الغار، لم يكن متململاً من عبادة أو متثاقلاً عنها ، بل يتطلع في الكون ويسبح بروحه مع سُبحات الملائكة وعندما يرجع ببصره للأرض فإنما بصره شاخص إلى ( الكعبة ) وكم حملت نظراته من الأمل الذي بعثه إليها بتطهيرها من الشرك، فهو من ذرية إبراهيم عليه السلام وهو أولى الناس به وسينعطف يوماً ما إلى بيت الله الحرام ، يطوف ويعتكف ويقيم الصلاة ) وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) [البقرة:125].
ليس زهداً في حراء، فقد غدا يحتفظ بسجل من الذكريات التي لم يشهدها أحد سواه , صوته الدافئ بالمناجاة وترانيم الدعاء وعروج روحه إلى عالم الملكوت شوقه لله تعالى ، كل ذلك يبقى خالداً في ذاكرة التاريخ لتروي فصول تلك الرحلة العظيمة للمؤمنين ليكون أسوة لهم تخطو أقدامهم إلى بيوت الله تعالى معتكفين شيئاً من الزمن بملء إرادتهم يمارسون طقوس العبادة ولا قيد بإقدامهم في أوتاد المساجد قد اعتقوا أنفسهم من الخدمة لذواتهم كالملائكة لا يفتروا من عبادة حتى ينشغلوا بأخرى متأملين في كتاب الله يطهروا أنفسهم من الأدران يجعلوا همتهم وفكرهم للآخرة لا ينشغلوا بسفاسف الدنيا الصغيرة يجتنبوا ملذات الحلال ليعوّدوا أنفسهم التعفف والزهد عن الحرام, يرتقوا بالصيام إلى ذروته ليرووا ظمأ أنفسهم ويسكن كل جارحة منهم ، يستصغروا الصيام عن الطعام و يعدوا الاجتناب عن الخطيئة خطيئة قد بلغوا في صفاء ذواتهم ألا ترد الذنوب والآثام أرواحهم وقلوبهم ، غدوا مصداقاً الحديث ما للصائمين من الثواب الجزيل (نومكم فيه عبادة وأنفاسكم فيه تسبيح).
ما الذي يشعره هؤلاء حال انقطاعهم عن الناس وعن ملذات الدنيا؟؟ إنني لا أجدهم سوى أكثر الناس تمسكاً بالحياة واللذة والخلود , هم ينقطعون عن الناس ويرتبطون بالله تعالى هم يزهدون في الحياة القصيرة ويتطلعون للخلود في الجنة .
عندما تفد على كريم فانه سيغدق عليك من كرمه وجوده ومن يحظى بضيافة الله تعالى في هذا الشهر فانه سيحظى بجود وكرم لا نهاية له ولعله من الغريب أن تجد الناس يقصدون أبواب الفقراء و البخلاء يستجدونهم ، بينما الملك الكريم جل جلاله لا أحد يقرع بابه أو يحل ضيفاً عليه معتكفًا في بيته .
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:24 pm من طرف نجمة السماء
» اظل للموت احبك وابقى اسولف فيك..
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:17 pm من طرف نجمة السماء
» أختبار في المشاعر أي نوع من الاشخاص أنت
الجمعة سبتمبر 20, 2013 7:05 am من طرف علي العبيدي
» تفسير رؤيا الصحابه رضي الله عنهم في المنام
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 1:00 am من طرف علي العبيدي
» إياك ان تفعلها فتذهب رجولتك
الخميس أكتوبر 14, 2010 1:15 pm من طرف نجمة السماء
» آدآب دخول المنتدى ♥ من الألف إلى اليآء ♥أرجو التثبيت
الأحد أغسطس 15, 2010 12:07 pm من طرف ابن دجلة الخير
» قصة سيدنا أيوب عليه السلام
السبت أغسطس 14, 2010 11:56 am من طرف ندى الريحان
» جاوب الي بعدك..وضع سؤالا
السبت أغسطس 14, 2010 11:52 am من طرف ندى الريحان
» بعض ما قيل في رجال العراق
الإثنين أغسطس 02, 2010 11:29 am من طرف نجمة السماء