بلغ ما أنزل إليك من ربك

لما قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) مناسكه وأنصرف راجعا الى المدينة ومعه
من كان من الجموع الغفيرة ووصل الى غدير خم من الجحفة (وهي منطقة كانت
تتشعب فيها طرق المدنيين) وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل اليه
جبرائيل الامين عن الله تعالى بقوله
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)
وأمره ان يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل
أحد وكان أوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم ويحبس
من تأخر عنهم في ذلك المكان حتى إذا نودي بالصلاة ( صلاة الظهر) فلما إنصرف من
الصلاة قام خطيبا وسط القوم على أقتاب الابل وأسمع الجميع الحمد لله ونستعينه
ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شر انفسنا ومن سيئات أعمالنا .. أما بعد ..
أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أني أوشك أن أدعى فأجيب وأني مسؤول وانتم
مسؤولون قال ألستم تشهدون أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟؟ قالوا : بلى
نشهد بذلك قال: اللهم أشهد .. فإني فرط على الحوض وأنتم واردون علي الحوض
فأنظروا كيف تخلفوني في الثقلين ثم أخذ بيد علي فرفعها وقال : من أولى بالمؤمنين
من انفسهم ؟ فقالوا الله ورسوله.. فقال: ان الله مولاي وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن
كنت مولاه فعلي مولاه يقولها ثلاث مرات ثم قال اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وادر الحق معه حيثما
دار الا فليبلغ الشاهد الغائب
اسباب النزول :
‏{‏يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ‏}
نزلت‏ يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (عليه السلام)‏.‏
نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده
وقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه " فلقيه عمر
فقال: هنيئاً لك يا ابن ابي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة،

هنيئا لك يا أمير المؤمنين
السلام عليك ايها القران الناطق
السلام عليك يا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة
السلام عليك يا داحي باب خيبر
السلام على يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين
السلام عليك يا علي بن أبي طالب